الصفحة الرئيسية > عالم السلامة > الحوادث المرورية…ثالث أكبر مسببات الوفاة

الحوادث المرورية…ثالث أكبر مسببات الوفاة

ديسمبر 14, 2011 أضف تعليق Go to comments

 

متابعة : حراب خصيوي الحنيني

إن الحوادث التي نشاهدها على الطبيعة أو نراها بالتلفاز أو نقرأ عنها بالصحف والجرائد أو نسمع عنها بالمذياع أو تتناقلها الألسن إنها أعداد مهولة تتخطى ضحاياها ما تفقده أمريكا في ضحايا حروبها  حول العالم وحسب الإحصائيات يعتبر بلدنا الحبيب من أكبر النسب وليس العيب هنا في الطرق العامة أو الشوارع الرئيسية فلله الحمد تعتبر طرقنا وشوارعنا ذات مقاسات عالمية وهندسية متقنة وذلك من فضل الله ثم من فضل حكومتنا السخية التي تبذل الغالي والنفيس لإسعاد شعبها والمقيمين على أرضها الطاهرة .


ورغم الجهود الكبيرة المضنية التي بذلتها المملكة العربية السعودية للحد من الحوادث المرورية باستخدام نظام مروري فعال إلا أن الحوادث لا تزال تشكل مصدر قلق دائم للمسئولين تستوجب وقفة صادقة بالتعاون من جميع شرائح المجتمع السعودي، إذ يكفي أن نعرف أن حوالي (7) سبعة آلاف شخص يلقون حتفهم سنوياً جراء الحوادث المروية في المملكة منهم (4800) شخص يتوفون في موقع الحادث أو أثناء نقلهم للمستشفى . بينما يصاب حوالي (32) ألف اثنان وثلاثون ألف شخص بإصابات جسدية ومادية بالغة الأمر الذي يكلف الدولة (21) مليار ريال سنوياً أي ما يعادل 4.7% من إجمالي الناتج القومي ، وتعادل هذه التكلفة ثلاثة أضعاف ما يتم إنفاقه على قطاعي التعليم والصحة سنوياً .
ومما يجدر ذكره أن الازدحام المروري أصبح جزء من الروتين اليومي وخاصة في ساعات الذروة ما بين (6ص – 7.30ص ) وبعد الظهيرة – وقرب الغروب.
فالتوعية والعقوبة : شرطان أساسيان في تقليص حجم الحوادث المرورية في أي بلد من العالم .
التوعية : تكون بتوزيع منشورات في أسبوع المرور ووضع  لوحات إرشادية في مكامن الخطر بالطرقات والشوارع وتوعية الجاليات الأجنبية التي لا تجيد اللغة الإنجليزية ولا تنطق اللغة العربية قبل إعطائهم رخص قيادة أو السماح لهم بالقيادة ، زيارة المدارس لإلقاء محاضرات توعية وعرض أفلام عن الحوادث المرورية الذي يتوقع أن تحد من بعض الظواهر السلبية لدى المراهقين وتذكرهم أن هناك عقوبات صارمة على من يقود السيارة بسرعة زائدة أو يقطع الإشارة المرورية أو لا يتقيد بالأنظمة المرورية وخاصة عدم حمل رخصة قيادة .
فالتوعية هي أولى خطوات الحد من الحوادث المرورية حيث أثبتت الدراسات أن 80% من الحوادث تعود مسئوليتها على السائقين للعربات و 20% تكون على الطرق والمركبات.
فمتى تم التركيز على الإنسان وتوعيته وتحسين سلوكه المروري فإن ذلك سيساعد بمشيئة الله على تخفيف نسبة الحوادث المرورية .
أما العقوبة فهي ضرورية للحد أيضاً من نسبة الحوادث المرورية وخاصة فرض عقوبات صارمة على المراهقين والمستهترين بأرواحهم وأرواح الأبرياء الآخرين سواءً مواطنين أو مقيمين على حد سواء وعدم التساهل في ذلك أو دخول الواسطة أو المحسوبية في هذه المجال لأنها مسألة حياة أو موت ، وكونهم لا يدركون مدى المسئولية عليهم ومن الصعب السيطرة على سلوكهم وتصرفاتهم إلا بفرض عقوبة صارمة عليهم وخاصة بالمخالفات التي تسبب حوادثها وفاة أو إعاقة بالغة ، كالسرعة الزائدة – قطع الإشارة – استخدام الهاتف الجوال – التجاوز الغير نظامي – القيادة تحت عقاقير مؤثره يؤدي للنعاس أو تعاطي المخدر أو المسكر لا بد عقاب صارم بلا هوادة .
ومن جهة أخرى أكدت ( مدينة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ) في دراسة لها بالمملكة أن التصرفات المسببة للحوادث المرورية الأكثر شيوعاً بالمجتمع السعودي جاءت مرتبة على النحو التالي :
1- السرعة الزائدة : لماذا لا نتحلى بالصبر فإذا كان مشوارنا داخل المدينة التي نقطنها كل ما في الامر (10-15 دقيقة ) تأخير ونصل سالمين ، أما إذا كانت رحلة سفر بين المدن فلماذا لا نتقيد بالمثل السائد ( هل تحب أن تصل إلى أهلك وأبنائك
متأخر نصف ساعة أم تصل إلى المستشفى قبل الوقت بساعة ، لا تجعل السرعة غاية وتأكد أن حياتك غالية .
2- الإسراع المفاجئ عند عبور الإشارة قبل إطفائها : – لماذا لا نتحلى بالتأني والمسألة كلها (1) دقيقة أو أقل لتوخي السلامة والتأكد من وقوف السيارات بالجهة المعاكسة للسير لكون الإشارة لا زالت تسمح بعبورهم .
3- قطع الإشارة الحمراء وعدم الوقوف عند رؤية الإشارة الصفراء :- حرم بعض المشائخ جزاهم الله خيراً قطع الإشارة الحمراء لأن فيها ضرر على الآخرين وحق من حقوقهم أن يعبروا طالما الإشارة لا زالت خضراء أما بالنسبة للإشارة الصفراء
يجب أن تدرس مدتها مع الفنيي المرور واقتراحي لمدة الإشارات الحمراء والصفراء
والخضراء كالتالي :
الإشارة الصفراء :
تكون مدة بقائها بالطرق الطويلة 10 عشرة ثواني 1-2-3-10 ، أما بالشوارع الرئيسية تكون (8) ثواني والشوارع الشبه رئيسية 6 ثواني .
هذه مدة الإشارة الصفراء التي تكون استعداداً للوقوف للإشارة الحمراء .
الإشارة الحمراء :
وتحجز المركبات القادمة من الطرق الطويلة بالاتجاهين المعاكسين لمدة 2.5 دقيقتين ونصف حتى يتسن عبور المنحنى الأيمن والأيسر لمدة دقيقة ثم تترك دقيقة للشارع المقاطع للطريق . وعندها تبدأ من حيث وقفت العربات ، نفس النقطة وهكذا تبدأ من جديد وذلك بالطرق العامة وطرق السفر .
أما بالنسبة للشوارع الرئيسية فيعمل بها بنفس الطريقة إلا أن المدة هي 2 دقيقتين انتظار وتبدأ من نفس النقطة وهكذا أما بالنسبة للشوارع الشبه رئيسياً فتعمل بها بنفس الطريقة إلا أن المدة هي (1.5 دقيقة ونصف) انتظار وتبدأ من نفس النقطة وهكذا أما بالنسبة للشوارع الداخلية وشوارع الأحياء فيكتفي بوضع علامة (STOP) قف بالتقاطعات ولوحة تحديد سرعة تتراوح ما بين 20كلم بالساعة – 30 كلم بالساعة حسب عرض وطول الشارع الداخلي .
4- استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة :
استخدام الهاتف الجوال ( النقال ) يشكل تهديداً جدياً على حياة السائق وحياة الآخرين الأبرياء فعدم انتباه السائق لثواني قد يقود إلى حادث يدفع ثمنه حياة أو حياة الأبرياء الآخرين لأنه أثناء المكالمة لا يكون مدركاً لكثير مما يجري حوله لا يستطيع أن يرى الإشارة المرورية – يفشل في إيقاف العربة التي يقودها في مسارها الصحيح – يتفاعل مع الحدث ببطء – يشعر بضغط نفسي إذا كان غاضب من الطرف الآخر بالمكالمة . كل ذلك تحدث في آن واحد أثناء تحدثه بالجوال .
5- القيادة والشخص مرهق أو تحت مؤثرات :
إذا كان مرهق أو تحت تأثير عقاقير طبية تؤدي للنعاس فيجب أخذ قسط من الراحة ثم يستعيد نشاطه ويعود للقيادة الآمنة .
أما إذا كان مستهتر وتحت تأثير مخدر أو مسكر فهذه كارثة محرمه دولياً يجب أخذ عقوبات صارمة حيال ذلك وحرمانه من القيادة لفترة من الزمن فلا يغالط نفسه ويعرضها للهلاك أو يعرض الأبرياء لذلك .
6- التجاوز الخاطئ :
تجاوز السيارات الأخرى ليس مرفوض على الدوام ففي بعض الأحيان يحتاج السائق تجاوز السيارة التي أمامه ولكن هناك أحوال يمنع فيها التجاوز :
* عند التقاطعات أو الاقتراب منها .
* في المنعطفات .
* داخل الأنفاق .
*عند تقاطع طريق مع سكة حديد .
* فوق الجسور .
* عند الاقتراب من حافلات المدارس أثناء دخول أو خروج الطلاب أو الطالبات من الحافلات .
7- التشديد على سلامة إضاءة سيارات النقل الأمامية والجانبية والخلفية: والتأكد من جود أشرطة عاكسة وطلاء عاكس أمام وخلف سيارات النقل حتى تتضح رؤيتها في حالة عطلها على جانب الطريق لكي لا تتسبب باصطدام سيارات أخرى بها أثناء وقوفها . والتأكد من ذلك عند تجديد الرخص أو الاستمارات .
لكل ما سبق ذلك من الأسباب من 1-7 من مسئولية السائقين بنسبة 80% أما ما يخص الطرق والمركبات بنسبة 20% .
قد تتعرض الطرق الإصلاحات أو هبوط أو حفريات فتكون المسئولية على البلدية
( الأمانة ) التي بها الحدث أما في الطرقات العامة فهي من تخصص إدارة الطرق والشركات المقاولة لتلك الطرق .
فيجب عليهم وضع المصدات الخرسانية والإضاءة ليلاً واللوحات والإرشادات والأسهم التي تفيد عن وجود أعمال بالطرق والشوارع تحت معيار N.F.P.A .
أما ما يخص المركبات :
التأكد من سلامة الإضاءة بها وتزويدها بمثلث وطفاية حريق والتأكد من سلامة إطارات السيارات باستمرار.
وهناك بعض المعلومات التي يجب معرفتها عند اختبار إطارات سيارتك، فيجب مراعاة بعض العوامل التي تؤثر تأثيراً مباشراً على سلامة أداء الإطار وعدم تعرضه للتلف أو العطل المفاجئ ومن هذه العوامل السرعة والحمولة ودرجة الحرارة وظروف الاستخدام وحالة الطريق فمثلاً سرعة 120كم/ساعة يرمز لها بالرمز (L) و130 بالرمز (M) أما بالنسبة للحمولة حمل أقصى 515كغم يرمز له بالرمز 85  وحمل 580 بالرمز 89  للسيارات الصغيرة .
أما بالنسبة لدرجة الحرارة الجوية درجة الحرارة المنخفضة بالرمز (C) لذا فإن أنسب الفئات للظروف بالمملكة هي فئة الرمز A تليها فئة الرمز B  ولتعرف على تاريخ الإنتاج ( الصنع ) فإن عبارة من ثلاثة أرقام الأول والثاني من اليسار هما رقما الأسبوع والثالث يدل على سنة الصنع ومثال ذلك (159) يدل15  على الأسبوع الخامس عشر أما
الرقم الثالث (9) على الآحاد من سنة الصنع (2009) .
طالما أن العنصر البشري يشكل عامل رئيسي في الكثير من الحوادث المرورية فيجب توعيته وفي الوقت نفسه وضع عقوبات صارمة حيال المخالفات المرورية وخاصة التي ينتج على أثرها حوادث تسبب وفاة أو إعاقة مما يكلف الدولة الكثير والكثير من المصروفات  التي يجب أن تدخر لبناء الإنسان نفسه ثم بناء البيئة التي يعيش عليها وحكومتنا جزاها الله خير وجعل الآجر في موازين ولاتها لم يدخروا عطاءً أو جهداً أو رأي لبناء هذا الوطن الغالي على قلوب المسلمين وينعكس ذلك في ثقافة الإنسان السعودي والتطور الحضاري السابق للزمن أضعاف وقته وإلى الأمام إن شاء الله  وأن يحفظ لنا ديننا وحكومتنا وشعبنا آمين .
ولكن الكم الهائل من الضحايا الأبرياء بسبب الحوادث المرورية جعلني أكتب هذا التقرير عسى الله أن ينفع به الجميع .
وبدون تظافر الجميع بوقفة صادقة والشفافية في التعامل مع الأسباب والمسببين لا يمكن أن نخطو خطوة سليمة للأمام فالتوعية والعقوبة هما شرطان أساسيان في صلب هذا الموضوع والمتابعة خير ما نعمله لهذا الإنجاز، حيث أن مصابنا جلل يتوفى من شعبنا يومياً ما هو قرابة 20 شخص ويصاب بالإعاقة الكثير يومياً حسب الإحصائيات التي ذكرت آنفاً ( سبعة آلاف شخص سنوياً ) حالة وفاة و32 ألف بإصابات جسدية ومادية بالغة والمسألة هي صبر لوقت قصير لا يتجاوز الساعة في السفر ويقل ما دون ذلك حتى يصبح ثواني أمام الإشارة الصفراء ، ولأسباب عدم الصبر إما التأخير عن موعد كالعمل أو دخول في عناد وجكار مع سيارة أخرى وهو الطيش نفسه .
وفي العالم من حولنا حوالي مليون شخص يلقون حتفهم جراء الحوادث المرورية و100 بليون دولار حجم الخسائر المادية لحوادث المركبات في الدول النامية وأتمنى أن تتجلى المصداقية والشفافية كما قرأنا عنها في جريدة الإمارات اليوم في دولة الإمارات الشقيقة في مدينة دبي تم حجز سيارة مدير المرور مقدم في مدينة دبي لتجاوزه الإشارة الحمراء سهواً وليس عمداً وأظهرت بيانات الإدارة  أن سيارة تابعة لأحد الوزراء ارتكبت الحد الأقصى المسموح به من النقاط السوداء وهي 24 نقطة وأن الوزير المعني راجع الإدارة العامة للمرور بنفسه واطلع على الأخطاء التي على سيارته بسبب إهماله لمراقبتها مع من يقودها.
وكذلك لدينا بالمملكة مدير مرور سابق بالمدينة المنورة تعرض ابنه لحادث مروري واتضح أن لديه مخالفات مرورية ولا يحمل رخصة قيادة طلب حجز السيارة وإيقاف الابن ، أتمنى من الله أن تدون هذه الشفافية في جميع أعمالنا إنه سميع مجيب .
فمن أمن العقوبة أساء الأدب وخاصة في المجالات التي لا هواده فيها كما ذكرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في أحد كلامته النيرة ( لا تلاعب ولا هواده في حقوق الدين – الوطن – الحكومة – الشعب ) أبقاه الله مناراً للمسلمين.
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .

التصنيفات :عالم السلامة
  1. لا توجد تعليقات حتى الآن.
  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق